اطلبوا الشرطة على الفور
عندما طلب الطبيب البيطري الاتصال بالشرطة على الفور، لم يكن (بين) صاحب الفرس يعرف لماذا. هل هناك خطر جسيم يهدد فرسه الغالية؟ كيف لحمل عادي أن يتحول إلى ورطة كهذه؟ ما الذي يحدث بالضبط؟ كان يعلم أن حالة فرسه ليست على ما يرام، لكنه لم يفهم شيئا وراح يطرح العديد من الأسئلة. وعندما وصل رجال الشرطة في غضون دقائق قليلة، بدا من الواضح أنهم قلقون بشأن الفرس (فيليسيا) وصاحبها (بين) أيضا، وكانوا يتحدثون عن حل سريع قبل أن تتفاقم الأمور. وأول ما طلبوه هو تخدير (فيليسيا) وإجراء عملية جراحية لها على الفور.
بعد تخدير الفرس المسكينة بنجاح، أخيرا وجد رجال الشرطة فرصة لتحويل انتباههم إلى (بين). كان الرجل في حيرة من أمره، ثم تأكد أنه في ورطة عندما التفتوا إليه وقالوا: "تعال معنا لحظة ياسيدي".
من مصلحتك أن تكون صادقا
مشى (بين) مع ضباط الشرطة، وهو لا يفهم شيئا مما كان يحدث. كان يعرف أن طبيبه البيطري يهتم بسلامة فرسه، ولكن ما الذي يمكن أن تفعله الشرطة في حالة كهذه؟ لم تدم حيرته طويلا، فسرعان ما أدرك أن رجال الشرطة لم يكونوا هناك من أجل (فيليسيا) بل من أجله هو. جلس محققو الشرطة وراحوا ينظرون مطولا إلى عيون الرجل ثم قالوا له: "من المهم جدا بالنسبة لك، أن تكون صادقا معنا في كل كلمة".
ثم شرع رجال الشرطة يطرحون عددا من الأسئلة عليه حول ماضيه كمزراع ودوره كمالك للأحصنة، وعلاقته مع الفرس (فيليسيا). كان يجيب دون أن يفهم ما الداعي لكل هذا، فبالنسبة له، الأمور كلها كانت عادية منذ البداية.
فرس مثالية
حتى هذه اللحظة، كانت (فيليسيا) بالنسبة لصاحبها فرسا مثالية، وقع (بين) في حبها منذ اللحظة التي رآها فيها لأول مرة. اعتنى بها، وواظب على زيارتها في إسطبلها. ونادرا ما كان لديه أي داع للقلق فيما يتعلق بصحتها، مما يعني أنه لم يكن مضطرا إلى إنفاق أموال إضافية مقابل استشارات الطبيب البيطري. ولهذا السبب، آمن (بين) منذ البداية أن (فيليسيا) ستكون الفرس المثالية لإنجاب المهور.
أعد مزرعته جيدا لهذا الحدث، وهو يعلم أن حمل (فيليسيا) عندما ستحمل بمهرها سيدوم لمدة 11-12 شهرا تقريبا. ولم يتوقع أبدا أن تسوء الأمور إلى هذا الحد.
خطة الفحل والحمل
بما أن (بين) لم يكن لديه فحل خاص به، فقد كان يعلم أن العثورعلى حصان مثالي للتزاوج مع فرسه المحبوبة لن يكون سهلا. كان يحب (فيليسيا) ويراها أروع فرس في العالم، وأراد العثور على فحل يناسبها من نفس الطراز. لذلك، قرر التواصل مع أناس آخرين من مربيي الخيول على أمل أن يجد فحلا يتمتع بأفضل الجينات الوراثية.
استغرقه ذلك أشهرا قبل العثور على الفحل المناسب لفرسه. وفي الواقع، كاد أن يتخلى عن مشروعه هذا بالكامل. ولكنه فجأة وجد حصانا ظن أنه ما يبحث عنه بالضبط.
حصان يليق بالفرس
بعد أشهر من البحث، وجد (بين) أخيرا الفحل المثالي، وتمكن من جلبه لتلقيح الفرس. كان لديه شعور بأن (فيليسيا) حامل، وتم تأكيد ذلك لاحقا بزيارة الطبيب البيطري، الذي سرعان ما أعلن أن الفرس سوف تنجب بالفعل مهرا. كانت هذه أخبارا جيدة جعلت (بين) في غاية السعادة.
بعد الفحص البيطري الأولي، أكد الطبيب أن كلا من الفرس والمهر يتمتعان بصحة جيدة. ولكن مع مرور الأيام، بدأ (بين) يشك أن الأمور ليست إيجابية تماما وهناك شيء ما لا يسير كما ينبغي.
بعض التصرفات الغريبة
كان (بين) يقضي الكثير من الوقت مع (فيليسيا)، ولذا فقد كان قادرا على ملاحظة تغيراتها المزاجية والسلوكية. بعد بضعة أشهر من حملها، ساورته الشكوك لأن (فيليسيا) كانت تتصرف بغرابة، بل تغير سلوكها بشكل جذري. كانت تشعر بنعاس شديد في غالب الأوقات، ونادرا ما كانت تغادر إسطبلها، كما لو أنها لم تعد تريد المشي.
وإلى جانب ذلك، أمست الفرس تتناول طعاما أقل في كل مرة. نعم، كان (بين) يتوقع بعض التغييرات في مزاج (فيليسيا) أثناء حملها، ولكن هذا الذي يحدث بات أمرا خارجا عن المألوف، ولا يمكن اعتباره نتيجة هرمونات حمل طبيعية.
طلب المساعدة من خبير
كما يفعل أي مربي للخيول، قرر (بين) الاتصال بالطبيب البيطري وطلب مشورته. ولكن حتى عندما شرح له سلوك الفرس الغريب، طلب منه الطبيب البيطري ألا يقلق. وأشار إلى أن الحيوانات الكبيرة تمر عادة بتغيرات جسدية شديدة في مرحلة الحمل، وأن هذا السلوك الغريب ليس شيئا غير عادي. فعاد بعض الاطمئنان إلى قلب الرجل.
بعد أن أنهى (بين) تلك المكالمة الهاتفية، أقنع نفسه أنه كان يشعر بالقلق أكثر من اللازم. لذلك، قرر أن ينتظر موعد الإنجاب ويفعل كل ما في وسعه لجعل (فيليسيا) أكثر راحة في غضون ذلك.
الاستعداد للأسوأ
يوما بعد يوم، أصبحت (فيليسيا) أكثر هياجا وغرابة، إلا أن (بين) كتم مخاوفه محاولا التركيز بدلا من ذلك على إعداد كل ما يلزم للمهر الجديد القادم. وفر مساحة في الإسطبل لحصان آخر، وتأكد من أن لديه ما يكفي من الطعام للفرس ومهرها. وراح يعد الأيام وهو يرى بطن (فيليسيا) تكبر وتكبر وتكبر.
وضمن إجراءات الترحيب بالوافد الجديد، اتصل (بين) مرة أخرى بالطبيب البيطري لطلب النصيحة. أراد أن يكون مستعدا تمام الاستعداد عندما تظهر على (فيليسيا) علامات المخاض والولادة، حتى يتجنب أي تحول درامي أو حادث طارئ.
اللحظة الأهم في حياة الفرس
اقترب الموعد، ورأى (بين) أن (فيليسيا) بدأت تظهر علامات مخاض واضحة، وأنها كانت تستعد للولادة في أي وقت. لذلك، جعل الإسطبل مريحا قدر الإمكان ووضع هاتفه الخلوي بجانبه في حالة احتياجه للاتصال بالطبيب البيطري للحصول على المساعدة. وحتى ذلك الحين، كل ما أمكنه فعله هو انتظار الفرس لكي تقوم بعملها.
انتظرالرجل كثيرا، ولم يحدث شيء. كان يرى (فيليسيا) في محنة عسيرة، ولم يكن يعرف ماذا يفعل. لقد أرادها أن تنجب له مهرا، لكنه أراد أيضا الحفاظ على سلامة الفرس قبل أي شيء آخر.
استدعاء الطبيب البيطري
في النهاية، عرف (بين) أنه لا يستطيع توليدها بنفسه، ولا خيارله سوى استدعاء الطبيب البيطري. كانت (فيليسيا) تكافح من أجل دفع الجنين، وبدا أن حالها تضطرب أكثر فأكثر في كل دقيقة.علم أن هناك خطأ ما، ولم يكن يريد أن تتفاقم حالة الأم أو صغيرها. ولحسن الحظ أنه حصل من الطبيب البيطري على بعض النصائح الجيدة، طبقها من أجل راحة (فيليسيا) في انتظار وصوله.
طلب الطبيب البيطري من (بين) أن يساعد الفرس على أن تستلقي على جنبها، على أمل أن يجعلها هذا الوضع أكثر استرخاء، ويساعدها على الولادة بشكل طبيعي.
يجب التصرف بسرعة
بعد كل ما مرت به خلال الأشهر القليلة الماضية، عرف (بين) أن (فيليسيا) لم تعد تثق به كما كانت قبل الحمل. ولهذا السبب، لم يكن يعرف كيف ستشعرإذاحاول إجبارها على الاستلقاء. لكن الطبيب البيطري أصر عليه قائلا إنه إذا لم يفعل ذلك ويوفر للفرس المزيد من الراحة، فسيكون هناك خطر كبير عليها وعلى المهر.
كان الطبيب البيطري صارما بشأن هذا، مؤكدا أن هذه مسألة حياة أو موت وعليهما القيام بذلك على الفور لتفادي أي تطورات غير محمودة العواقب.
المحاولة الأولى
بلمسة لطيفة وبعض الكلمات المطمئنة، تمكن (بين) في النهاية من إقناع (فيليسيا) بالنزول أرضا لتشعر براحة أكبر. وبينما تم الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة الطبيب البيطري،عرف الرجل أن هناك خطوة أخرى أكثر أهمية تنتظره. لقد كان بحاجة إلى دفع (فيليسيا) للاستلقاء على جنبها الأيسر أو الأيمن، لا يهم أي جنب، لكن من الضروري القيام بذلك.
وعلى الرغم من صعوبة الأمر، تمكن (بين) من القيام بذلك. ومن هذا الوضع، تمكن من رؤية بطن الفرس من زاوية مختلفة، وعندها فقط، أدرك أن بروز بطنها لا يبدو طبيعيا.
انتفاخ في البطن
عندما نظر (بين) إلى بطن (فيليسيا)، أدرك أن شكلها غريب. فلم تكن البطن مستديرة تماما بل هناك شيء بارز من جانبها. ولم يكن الرجل يعرف ما يكفي عن الخيول وحالات حملها ليقرر على وجه السرعة واليقين ما إذا كان هذا أمرا عاديا أم يدعو للقلق. لذلك، واصل الاتصال مع الطبيب البيطري للحصول على مزيد من الإرشادات.
عندما سمع الطبيب البيطري المزيد من المعلومات حول بروز بطن (فيليسيا) أصيب بالصدمة. فشعر (بين) عندها بالقلق بشأن مستقبل فرسه المحبوبة ومهرها.
صور إشعاعية مهمة
استمع الطبيب البيطري إلى كل ما قاله (بين) فاتضح له على الفور أن حمل (فيليسيا) لم يكن طبيعيا. لقد أصبحت التغيرات السلوكية التي طرأت عليها، والمخاض الطويل، ونتوء بطنها غير العادي كلها مجتمعة من الأسباب الخطيرة التي تدعو للقلق. وهنا علم البيطري أن عليه القدوم بسرعة، لأن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يحدث مع تلك الفرس هو إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.
لقد جعل هذا التطور (بين) يشعر بالقلق أكثر. كان يعلم أن الطبيب البيطري لن يبالغ في تصوراته إلا لو كان هناك خطرعلى سلامة فرسه وصغيرها، وبدأ يشك ما إذا كانت (فيليسيا) ستتجاوز هذه المحنة.
عالق في الزحام
كان الطبيب البيطري يعلم أن عليه الوصول إلى إسطبل (بين) في أسرع وقت ممكن، فقفز في سيارته وانطلق على الفور، لكنه علق في زحمة مرور متوقفة لا تريد أن تتحرك. وعندها اتصل بالرجل من جديد في حالة من الذعر، وأخبره أنه لا يعرف ما إذا كان سيتمكن من الوصول إليه في الوقت المناسب.
كانت حركة المرور في ساعة الذروة، والوضع يزداد سوءا بمرور الوقت، فلم يعرف (بين) ولا الطبيب البيطري ما يجب فعله، لأنهما كانا يعلمان أن الوقت ليس في صالحهما هذه المرة.
الخطة (جيم)
فكر (بين) في وضع (فيليسيا) بصندوق والانطلاق بها لمقابلة الطبيب البيطري في منتصف الطريق، إلا أنه كان يعلم أن هذه الخطة (ب) لن تكون مجدية. فالفرس غير مرتاحة، وليس هناك مكان في هذه المدينة يمكن للطبيب البيطري أن يفحصها فيه بأمان. كما لم يكن يعرف وضعية حركة المرور التي سيعلق بها أيضا. لا يبدو أن هناك خيار إلا الانتظار، ولكن إلى متى؟
في النهاية، توصل (بين) إلى خطة ثالثة بديلة وعلى الفور وضعها موضع التنفيذ. اتصل بأحد أصدقائه وطلب منه ركوب دراجته النارية إلى المدينة لاصطحاب الطبيب البيطري. وهذا بالضبط مافعله!
أنا بجانبك فيليسيا
نعم، لقد نجحت الخطة الثالثة. فبمساعدة الصديق سائق الدراجة النارية، تمكن الطبيب البيطري بعدما ترك سيارته من التخلص من زحمة حركة المرور والوصول إلى إسطبل (بين). سارع إلى (فيليسيا) وفحصها بعناية، مستخدما جهازالموجات فوق الصوتية الذي مكنه من إلقاء نظرة دقيقة على بطنها من الداخل. وكل ما كان يأمله هو رؤية مهر يتمتع بصحة جيدة.
لكن ما أن اقترب الطبيب البيطري من (فيليسيا) وهو يحمل جهاز الموجات فوق الصوتية، حتى تضاعف الشعور بالتوتر وعدم الارتياح لديها، وراحت تحاول الابتعاد عن الطبيب البيطري.
لمسة حنان وطمأنينة
عرف الطبيب البيطري أن عليه منح (فيليسيا) القليل من الوقت كي ترتاح إليه. وراح يتقرب منها ببطء مراعيا حالتها الخاصة، وقد آتت هذه الطريقة أكلها. إذ لم يمض وقت طويل حتى تمكن من بدء الفحص بالموجات فوق الصوتية. وقد علم على الفورأن بطنها كان يؤلمها للغاية ولم ترغب أن تسمح له بلمسه.
بعد تفكير مطول، رأى الطبيب البيطري أن أفضل خيار هو تخديرها. رغم أن تخدير الخيول حل صعب للغاية، ويتطلب تعاون العديد من الأشخاص.
هل من حلول أخرى؟
أخبر الطبيب البيطري (بين) أن هناك خيارين: إما أن يتعاونا معا على حقن جنبي (فيليسا) بجرعتين صغيرتين من المخدر، أو إعطاؤها جرعة أكبر من مسافة أبعد. كان لكل من الطريقتين إيجابيات وسلبيات لكن كلتيهما محفوفتان بالمخاطر. وكان (بين) يعلم أن عبء اتخاذ هذا القرار سيقع على عاتقه، وهو لا يعرف الخيارالأفضل من بينهما.
فإذا حاول البيطري تخديرالفرس من جنبها، فهناك احتمال أن تنقلب (فيليسيا) فتؤذيه أو تؤذي نفسها. أما التخدير من مسافة بعيدة، فلا تكون فرص نجاحه كبيرة، إلا بدقة تسديد مثالية صعبة جدا.
الخيار رقم اثنين
في النهاية، قرر (بين) أن يختار الحل الثاني، وسمح للطبيب البيطري بتخدير الفرس من مسافة بعيدة، غير أن هذا لم يكن سهلا أيضا. كانت (فيليسيا) تشعر بعدم الارتياح أكثر، و(بين) أيضا. وما أن أعدالطبيب البيطري حقنته المخدرة، حتى اكتشف أن شيئا آخر ربما أكثر خطورة يحدث مع الفرس.
وكأن (فيليسيا) شعرت بأجواء التوتر السائدة في الإسطبل، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح أكثر. فراحت تتراجع مبتعدة عن (بين) والبيطري، تاركة هذا الأخير في حيرة من أمره لا يعرف كيف ينفذ المهمة.
عملية تخدير ناجحة
لم يستطع (بين) مشاهدة فرسه المحبوبة تتعرض لطلقة تخدير. فانتظر خارجا حتى دعاه الطبيب البيطري إلى الدخول مرةأخرى، وأخبره أن التخدير كان ناجحا، وأن الاقتراب من (فيليسيا) باستخدام معدات الموجات فوق الصوتية صار الآن ممكنا. تنفس الرجل الصعداء عندما علم أن (فيليسيا) قد ارتاحت مؤقتا من ألمها، إلا أنه كان غير واثق بعد بشأن ما سيرونه بعد قليل على الشاشة.
احتاج الطبيب البيطري إلى بعض المساعدة من (بين) لإكمال الفحص بالموجات فوق الصوتية، وعندما أصدرت الآلة صوت انتهاء العملية وراحت الصورة تشق طريقها إلى الشاشة، كان كلاهما في حالة يرثى لها من التوتر والترقب.
صوت صفارة الإنذار
نظر (بين) إلى الطبيب فزعا، وجال بخاطره أنه لا يستطيع سماع نبضات القلب. أطلت الكثير من الأسئلة من عينيه دون أن يتلقى إجابة. كان يتوقع أن يبلغه البيطري بالخبر السيء الذي يخشاه، وهو أنه قد يفقد (فيليسيا) ومهرها في أية لحظة، لكن ماحدث كان أغرب. لقد ابتعد الطبيب فورا عن الفرس، وهو يوقف جهاز الموجات والأشعة، قائلا لـ(بين) إن عليهما الخروج.
بينما كان (بين) والبيطري يخرجان من الإسطبل، سمع (بين) صوت صفارات إنذار تقترب. لم يفهم ما الذي يحدث. ولم يظن ولو لوهلة أن الأمور قد تخرج عن السيطرة على نحو غريب.
شيء ما ليس على ما يرام
حاول الطبيب البيطري شرح ما يحدث لـ(بين) الذي كان مشتت الذهن وبالكاد سمعه وهو يقول: "بين، مارأيته على تلك الشاشة كان مرعبا. أريدك أن تظل هادئا وتسمح للرجال القادمين بالدخول إلى مزرعتك. لقد اتصلت بالشرطة". لم يصدق (بين) أذنيه، ولم يعلم لماذا على ولادة فرس كان يفترض أن تكون عادية، أن تتحول إلى ورطة.
كنت أريد مهرا فحسب، فلماذا تم استدعاءالشرطة؟ ما الذي رآه البيطري في بطن فيليسيا؟ لا جواب لدى الرجل المسكين، والذي لم يعد يريد الآن سوى الحفاظ على حياة فرسه.
فريق من المتخصصين
راح (بين) يراجع ما فعله مع (فيليسيا) منذ البداية حتى تلك اللحظة، وقد فقد تركيزه بالكامل. فحاول الطبيب البيطري إعادته إلى أرض الواقع مرة أخرى، شارحا له أنه بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لـ(فيليسيا) على الفور لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة، لكنه لن يتمكن من إجراء تلك الجراحة دون الحصول على تصريح من الشرطة المحلية. لكن لماذا؟ لن يحصل (بين) على جواب حتى تحضر الشرطة.
بقدومهم، علم (بين) أنهم لم يكونوا مجرد ضباط شرطة. بل كانوا من وحدة متخصصة تعاملت مع الطبيب البيطري في حوادث عديدة من قبل. وعلى الرغم من أن هذا طمأن (بين) قليلا، إلا أنه مازال بحاجة إلى أجوبة شافية.
تجهيز الفرس للجراحة
ساعد ضباط الشرطة الطبيب البيطري في تجهيز (فيليسيا) لإجراءالجراحة، وذلك بإعطائها المزيد من المهدئات. كانت عملية هادئة، لكنها مؤلمة بالنسبة للرجل الذي ينظر بإشفاق إلى فرسه العزيزة. كان يتساءل ما إن كانت ستفيق من جديد، وما إذا كان مهرها سينجو بدوره من الجراحة. لكن قبل ذلك، أرادت الشرطة التحدث معه.
"بعد أن تم تخدير (فيليسيا) وتحضيرها للجراحة، عليك أن تأتي معنا، سيدي، لتجيب على بعض الأسئلة". قال له رجال الشرطة. وبينما كان الطبيب البيطري يجري العملية، كان (بين) يخوض جلسة استجواب مرهقة وغريبة.
كل التفاصيل مهمة
أراد رجال الشرطة في البداية من (بين) تأكيد بعض المعلومات الأساسية: اسمه الكامل، وإثبات أنه المالك الشرعي لفيليسيا وللمزرعة ككل، وما إن كان هو الذي سعى في عملية تلقيح الفرس لكي تحبل وتنجب مهرا؟ وبطبيعة الحال، أكد كل المعلومات بصدق، محاولا ألا يدخل في أي سوء فهم مع الشرطة، على أمل أن يوضحوا له ما الذي يجري معه.
ثم حان موعد طرح الأسئلة الأكثر غرابة: لقد أرادوا أن يعرفوا بالتفصيل كيف قام (بين) بتلقيح الفرس، وكيف وجد الفحل المناسب المستخدم في هذه العملية. وبطبيعة الحال، كان (بين) يزداد حيرة مع كل سؤال.
شيء غير قانوني
شك (بين) ما إذا كان قد فعل شيئا غير قانوني، عندما سعى للبحث عن حصان فحل لتلقيح فرسه، لكن الشرطة أكدت له أن كل أفعاله كانت قانونية تماما. ولكن (يبدو أن شيئا غير قانوني حدث خلال العملية برمتها). حققوا معه أكثر لمعرفة ما إن كان على علم بالأمر، ثم جلبوا مجموعة مختارة من الصور وسألوا الرجل الحائر إن كان يعرف أيا من هؤلاء الأشخاص.
لم يستوعب (بين) ما يحدث معه بعد. كان ذهنه مشتتا بين فرسه المحبوبة التي تخضع لعملية جراحية، وبين الاستجواب الذي يتعرض له من قبل الشرطة، ولكن لماذا؟ ومن هؤلاء الظاهرين في الصور أمامه؟
هناك وجه مألوف
نظر (بين) إلى الصور أمامه بشكل عابر، وكل ما يريده أن يعرف أن (فيليسيا) ومهرها سيكونان بخير. وبعد إلحاح كبير من الشرطة، عاد للتركيز في الصور، ورجال الشرطة يذكرونه أن الأمر مهم للغاية، وأن إجابته يمكن أن تغير كل شيء.
عندما ألقى (بين) نظرة فاحصة على الصور، تجاوز الأشخاص الذين لم يرهم من قبل. ثم توقف عند وجه بدا له مألوفا بعض الشيء، فمن يكون؟
أول أضواء الحقيقة
تمعن (بين) عن قرب في الوجه المألوف، محاولا تذكر أين رآه من قبل. ولكن بدلا من أن يجيب على الفور، راح يسأل بجنون عن (فيليسيا). هل هي بخير؟ وماذا عن مهرها؟ وماذا سيحدث لهذا الرجل؟ بل ماذا فعل أولا؟
وأخيرا قال (بين) لرجال الشرطة: "تذكرته، إنه الرجل الذي اتصلت به أول مرة حين كنت أبحث عن فحل لتلقيح وحمل (فيليسيا). ولكن كل شيء كان قانونيا، أليس كذلك؟". لسوء الحظ، لم يحصل (بين) على الإجابة التي كان يأملها هذه المرة أيضا. فقد كان جواب الشرطة: "سيدي، هذا الرجل مجرم معروف".
تلقيح فاشل
أدرك رجال الشرطة أن (بين) لا علاقة له بالمجرم المعني، بل كان بدوره ضحية له، وكان لا يعرف أي شيء عن الموضوع الخطير الذي يتحدثون عنه. والآن فقط، شرحوا له أن هذا المجرم معروف لديهم بالتورط في عدد من حوادث تلقيح الخيول. حيث يجعلها بطريقة ما عمليات فاشلة ومؤذية للفرس. حاولوا الإيقاع به من قبل ولكنهم لم يتمكنوا قط من الحصول على مهر صغير حي للحصول على أدلة دامغة.
وضمن حديثهم، أخبروا (بين) أن الطبيب البيطري اكتشف شريحة صغيرة في بطن (فيليسيا) كانت هي السبب المباشر في بروزه بذلك الشكل الخطير. والمشكل، أن في حالة كهذه، يكون إنقاذ حياة الفرس والمهر صعبا للغاية.
ولادة معجزة
فهم الرجل أخيرا ما يجري وإن لم يصدق أذنيه. لكن تصرفات ذلك المجرم مهما كانت، فهي ليست أولوية (بين) في هذه اللحظة. لقد ترك كل شيء وتوجه مسرعا إلى الإسطبل كي يطمئن على فرسه ومهرها. ولحسن الحظ، تبين أن استدعاء البيطري والشرطة تم في الوقت المناسب وأن الأمل كبير في نجاح العملية الجراحية. وعلى هذا الأمل، ظلوا جميعا ينتظرون بشوق.
بعد دقائق مرت كساعات، نادى الطبيب البيطري (بين) ليعلن له أن الجراحة كانت ناجحة، وأن الأم وصغيرها معا تجاوزا هذه المحنة بأعجوبة!
يا لها من نهاية سعيدة
كان (بين) في غاية السعادة وقتها، ولكن ماتزال لديه بعض الأسئلة ليطرحها. لقد أراد أن يعرف ماذا سيحدث للمجرم، والأهم، ماذا سيحدث للمهر، وهل يسمح له القانون بالاحتفاظ به؟ وكم شعر بالارتياح حين أخبره رجال الشرطة أنه لن يكون مضطرا لتسليم المهر لجهة ما، لأنه ولد في مزرعته قانونيا. استقبل الخبر بفرح عظيم، وكان سعيدا جدا من أجل المهر ومن أجل (فيليسيا).
وبتوفر الدليل والشريحة، تمكنت الشرطة من تعقب المجرم ومعاقبته على جرائمه لمنعه من تكرارها مستقبلا. وكان هذا بفضل (بين) و(فيليسيا) ومهرها الجديد الذي حصل على إسم (سيمبري).